بداية نقول-وبالله التوفيق-إن رغبتنا كمسلمين في طول العمر ليست كرغبة أهل الكفر والضلال..
هم يريدون الحياة مرتعاً ومأكلاً ومشرباً وملذاتٍ لا تنتهي,فهم أولاً وأخيراً كالأنعام بل هم أضل,لأن الأنعام تذكر وتشكر وهم في غيهم يعمهون.
وحرص المسلم على طول العمر من باب أنه يعلم أن الدنيا مزرعة للآخرة وأن خير الناس من طال عمره وحسن عمله, كما جاء في الحديث أنرجلا قال : "يا رسول الله أي الناس خير ؟ قال : من طال عمره وحسن عمله ، قال : فأي الناس شر ؟ قال : من طال عمره وساء عمله ."1
وكان السلف الصالح -رضوان الله عليهم-يحبون البقاء في الدنيا لقيام الليل وصيام النهار ولقاء الإخوان,ولما حضرت الوفاة أحدهم قال:
-اللهم إنك تعلم أني ما احببت البقاء في الدنيا لغرس الأشجار ولا لري الأنهار ولن لظمأ الهواجر وقيام الليل والجهاد في سبيلك.
وأقدم لك -أخي الكريم- إكسير الشباب أو ماء الحياة الذي يبحث عنه الغرب ويجرون تجاربهم من أجل ألا تشيخ خلاياهم,أو يتسرب الهرم إلى الأعضاء..
هو بين أيدينا منذ قرون ولكننا -كعادتنا- نغفل عنه..
إكسير الحياة الذي إن نهلت منه فلن تظمأ بعده أبداً وسيجدد لك خلاياك ويبعث فيها القوة والنشاط ومن ثم يمتد بها العمر إلى أجلك المحتوم..
إطمئن فلن أقول لك أنه موجود في الصيدليات وأن
الكمية محدودة, على العكس فهو أقرب إليك مما تتخيل وبكميات غير محدودة..
خمسة وسائل أرشدنا إليها المعصوم-صلى الله عليه وسلم- يمد الله بها في عمرك وينسأ لك في أجلك:
1-حسن الخلق
2-صلة الرحم
3-حسن الجوار
4-بر الوالدين
5-تقوى الله عز وجل.
ثلاث منها في حديث واحد روته أم المؤمنين-السيدة عائشة رضي الله عنها-"صلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار,يعمرن الديار ويزدن الأعمار"2
واثنتان ذكرتا معاً في حديث "أنس بن
مالك"-رضي الله عنه-"من سره أن يمد له في عمره ويزاد له في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه"3
وهذه الزيادة هي زيادة حقيقية, لا كما ذهب البعض إلى أنها بركة في العمر أو الذكر الجميل بعد الممات.
ولا ينافي ذلك أن الآجال والأرزاق قد فرغ منها قبل أن يخلق الله السماوات والأرض,فالله سبحانه وتعالى يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب,ودليلنا في ذلك القصة المشهورة التي حدثت في بدء الخليقة والتي ذكرت بالكامل في الحديث الذي رواه"أبو هريرة"-رضي الله عنه-"خلق الله آدم ، مسح ظهره ، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة ، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصا من نور ، ثم عرضهم على آدم ، فقال : أي رب ! من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء ذريتك ، فرأى رجلا منهم ، فأعجبه وبيص ما بين عينيه ، فقال : أي رب ! من هذا ؟ فقال : هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك - يقال له : داود - فقال : رب ! كم
جعلت عمره ؟ قل : ستين سنة ، قال : أي رب ! زده من عمري أربعين سنة ، فلما قضي عمر آدم ، جاءه ملك الموت ، فقال : أولم يبق من عمري أربعون سنة ؟ قال : أولم تعطها ابنك داود ؟ ! قال : فجحد آدم ، فجحدت ذريته ، ونسي آدم ، فنسيت ذريته ، وخطئ آدم ، فخطئت ذريته "4
والآن هيا إلى إكسير الشباب الذي حير الفلاسفة واتعب العلماء وكان قوم عاد يبنون المصانع من أجله لعلهم يخلدون,وليكن هدفك من ذلك كله التزود من الخير والعمل الصالح..
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين..