متابعات فضائية

lor=red]]

01/01/2008 متابعات فضائية

بعضها مستوردة بصور مشوهة وأخرى مبتذلة :
برامج فضائياتنا لعام 2007 ' كلام * كلام'

بمجرد التفكير في كتابة موضوع يخص الفضائيات وما حصدته في عام 2007 الذي طويت جميع صفحاته، أصاب بحالة من التوتر والتردد في الوقت نفسه نتيجة ما يقدمه هذا الفضاء من أفكار محدودة نصفها الأول مستورد وبصورة مشوهة ونصفها الأخر مبتذل خرج برمته عن قيم العروبة التي ينادي بها رموز الإعلام في جميع الأقطار العربية، وقد يلاحظ المشاهد البسيط التدهور الحاصل في بعض الفضائيات التي هجرها المقربون منها ليأتي من يزيد الصدع فيها ويوهم أصحابها أن التشخلع ورمي ثلث الملابس الحل الوحيد لجذب ضعاف الوازع الديني، وفعلا نجحوا في ذلك نتيجة توجه الشارع العربي الى الإتجاه المعاكس بعد حالة إحباط أعتدنا عليها في كل عام، اختصرنا فيها محاولاتنا السلبية في اختراق الفضاء العالمي لعدم تمكننا من ذلك عبر حدودنا عربيا بين بعضنا البعض، الأمر الذي دفع الإعلاميين الكبار للانجراف الى البرامج الحوارية هروبا منهم من الواقع المرير وبدا ذلك جليا في جميع فصول العام المنصرم لدرجة أن الكل اصبح فيلسوفا وعالما وفصيحا في مجاله واصبح اختلاق الفتاوى بالمجان، ابطالها متنفذون استطاعوا الوصول الى بعض الفضائيات المهمة لإعلان أهدافهم الشخصية، وهذا بالطبع لا ينطبق على أسماء وجدت لها مكانا في الساحة الفضائية أمثال الإعلاميين يوسف الجاسم وتركي الدخيل وحمدي قنديل ومحمود سعد وبروين حبيب و فوزية الدريع و نيشان.
جوانب شخصية
ومن تابع فضائياتنا الموقرة في 2007 يلاحظ استحواذ البرامج التي تتحدث عن جوانب الثقافة الجنسية والبرامج الحوارية الغنائية التي من شأنها فضح الجوانب الشخصية للضيف والخاصة بالسحر والشعوذة هي الأكثر مشاهدة، ومما لا شك فيه ساعد في هذا التردي لهث الباحثين عن المقابل المادي ولا غيره ممن صنفوا أنفسهم من أهل الفن بالنسبة إلى البرامج المنوعة ليفسدوا ما بناه المحترمون من هذا الكار، ولا ننسى البرامج المعنية بأمور السياسة التي يراها من عايش الانتصارات العربية القديمة متنفسا لهم لأنها تذكرنا بما مضى من تاريخ مشرف ينحني له الجبين، وهذا النوع من البرامج كان محل اهتمام كبار السن بالتحديد الذين تفاعلوا مع تلك الحقبة الزمنية، ونستطيع وضع مختصر مفيد عن النتيجة الحقيقية لاعلامنا العربي في هذا العام حيث جاءت متمثلة في معادلة 'كلام * كلام' التي لم نجد اجابة مقنعة لها لأننا لم نخرج منها بمعالجة فورية ولو لموضوع واحد.
كلمة الحق
ولكي لا تكون نظرتنا سوداوية بعض الشيء فأن كلمة الحق تقال إن هناك برامج مضمونها إنساني وتعمل على مساعدة فاقدي لقمة العيش، وكان ذلك واضحا في البرنامج الذي يقدمه الإعلامي علي الرميثي على قناة دبي ومثل هذه البرامج تلقى الإشادة دائما مادام الذين لا يعيشون حياة هنيئة في دولنا العربية نسبتهم كبيرة بالمقارنة مع البقية.
متعة مدعومة
لسنا ضد البرامج الحوارية اذا كانت ثرية وزاخرة ويمكن ان تخرجنا من أي مأزق في أي مجال شريطة أن يشاهد ويؤخذ به من جميع الجهات المعنية بهذا المأزق، ولسنا ضد البرامج الغنائية اذا كانت في حدود احترام المشاهد عندما تقدم له المتعة مدعومة بشيء من الإثارة المشروعة، ولسنا على خلاف مع البرامج السياسية التي تفسر ما يحدث خلف الكواليس وتعري كل من له صلة فيما وصل اليه العرب من تفكك وعلاقة تضاد تزداد رقعتها من وقت الى اخر، ولا يمكننا أن نحارب البرامج التي توضح دور الأسرة والمرور على العلاقات الجنسية المسموح بها دون المرور بما يخدش الحياء ويجبرنا على تغيير القناة لعدم منطقية الطرح ووقته الصحيح، لذلك التعقل في تلك الأمور واجب بعيدا عن السعي للأضواء والظهور غير المجدي ونحن متفائلون وسنتفاءل في العام الجديد لأنه الحل الأمثل لتخطي أي عقبة أو عثرة تعترض مسيرتنا الإعلامية وعليه لدينا الوقت الكافي لمحاسبة أنفسنا ومعرفة ما قدمنا من برامج وما جنينا منها ومدى الفائدة التي منحناها للمشاهد.

وكل عام و أنتم بألف خير

[/size]