'' .. يا رجل .. ما كنت بك مقامرة .. ''

ما علم الرجل أني امرأة ..
تـُخرج الهواءَ .. من بين ثقوب الحجر ..
وتَقرأ حروفا كتبت ..
خلف حدود .. حدود البصر ..
ما علم أني انسانة ..
تؤمن بما قدره لها القدير
تـَقبله .. فما أعدله من قدر ..
ما خطر له ببال ٍ ..
أني أغزل له غدا يعيشهُ ..
من خيوط الشمس أصنعهُ ..
ومن ضوء القمر..
وأني عند كل ليلة ..
أطيل أمام ناظريه السهر ..
ما ظن يوما أني أحترق
دون أن ينبعث مني شرر ..
وأني وضعته في كفة ..
وفي الأخرى وضعت كل البشر ..
ما علم الرجل ..
أني حين يجري قرار الابتعاد في وريدي
لن أبقي خلفي شيئا .. ولن أذر ..
ما فهم المسكينٌ ..
لذا عذرتهٌ .. حين تشوشت صورتي في عينيهِ
عذرتهٌ ..
حين ظن أني مقامره ..
تدخل أية صفقةٍ ..
شرط ألا تخرج منها خاسرة ..
ظنني أنثى .. تبيع ..
وأي عرضٍ تسرع اليهِ .. بسُرعةِ طائرة
وتناسى .. أن دنياي بهِ ..
كانت مزدهرةً .. به كانت عامرة
عذرت الرجلَ .. وتفهمته ..
كما اعتاد أن يراني معه فاعلة ..
وبرد الدم في دمي ..
وما لمتهُ .. حين ظن أني أعيش لنفسي ..
وأني يمكن أن أقامر به .. أمام عرض السفر ..
سامحتهٌ ..
لأنه لم يشمّ رائحة دخانٍ يخرج من شرايين القلبِ ..
ولم يلمح من قبل دمعا فوق الخدود انهمر ..
وأبدا لم يسمع عن لحظاتٍ من أيامي ..
فوقها الضوء انكسر ..
ما شم خبرا ..
عن شعور مرير.. بل عن شيء أمر ..
عن جراح ٍ تدمي .. دون أن يُرى لها عليّ أثر ..
ورغم كل هذا وذاك ..
لأجله تسلحت بصبر .. على صبر .. على صبر
ما أحس الرجل ..
لذا ما حاسبته حين تجرأ
وقال :
هي مصلحتك .. هيا صدقي الخبر ..
.
.
.