حكايتى معها ومعكم

السلام عليكم

كل ما أذكره هو بقايا من صورة وجهها العالق فى ذاكرتى دائما
تخرجت من الجامعة ....وحان وقت تأدية خدمة اجباريه لبلدى لمدة سنه.....
فالرجال يدخلون الجيش ....أما الفتيات فيختارون مكان فى البده لتأدية تلك الخدمة العامة للبلد
وبصراحة شديده.....لقد اخترت مكان يمكننى عدم الذهاب اليه باستمرار
هو عبارة عن مكتب كامل لخدمة بلدى
ورأيتها هناك
فتاه جميلة...( لكنها كانت تعانى من اعاقة بسيطة فى الكلام)
كنت أذهب يوم أوغيب يومين عن هذا العمل....لكن وجود تلك الفتاه والحزن الذى أراه دائما على وجهها دفعنى أن أذهب يوميا بدافع الفضول فقط
كنت اريد أن أعلم (ما سبب كل هذا الحزن الشديد....ما سبب قلة كلامها معنا....ما سبب ابتسامتها الشاحبه لو تفوهت فتاه منا بكنته خفيفة الظل)
فضولى الشديد دفعنى للجلوس معها بمفردنا....( وسألتها عن السبب)
فكان الجواب مثلما توقعت
(من الذى سوف يتقدم لخطبة فتاه تنطق بصعوبه....هكذا قالت)
لا أتذكر ما قلت لها تحديدا.....لكننى أتذكر اننى قابلت جوابها بابتسامه بسيطة.....وطلبت منها ان تكون صديقتى
ووافقت هى بعد صعوبه.....وبعد ذلك لم أغب يوما عن العمل بسببها
كنت أذهب كل يوم لاتحدث معها....وأضحك معها....
(والاهم أننى كنت اعمل على ان أجعلها تشعر بقيمتها كأنسانه...وان ما تعانى منه هو فقط ابتلاء من عند رب العزه)
كنت اريدها ان تعلم دون ان تشعر (انها انسانه عاديه ...فقد ابتلاها الرب الكريم باختبار فى الحياه)
ولا زلت أذكر الان ضحكتها وابتسامتها التى اخترقت وجهها بعد ذلك
لا زلت أذكر ذلك النشاط والحيويه التى أصبخت تمارس به العمل
لازلت أذكر أنها بعد ذلك أصبحت تتحدى اعاقتها....بل وتناست تلك الاعاقة وكأنها لم تكن
من هنا بدأت قصتى معكم....فتلك الفتاه هى كانت السبب المباشر لحبى كل انسان ابتلاه الله باختبار جسدى
وذات يوما رأيتها مسرعة الى....وقدمت الى هدية جميلة.....وعندما سألتها عن السبب ...قالت:
(لقد غيرتى حياتى)
وتفاجأت بضحكة منى .....فنظرت الى وقالت.......ماسبب ضحكتك صديقتى؟؟؟؟؟؟؟
فقلت لها ( وأنتى أيضا غيرتى حياتى)